مدونات صديقة
من مذكرات منصف في المستشفى
السبت, أكتوبر 08, 2011 // 6 التعليقات // شجون // القسم: على هامش الحياة //
اليوم هو الإثنين السادس و العشرون من شهر سبتمبر نهضت باكرا ساعدت أمي في شغل البيت و فطور أخي المتواجد بمستشفى البليدة ، تهاتفني صديقة لم نلتقي منذ مدة حيث تخبرني أنها متواجدة بمدينتي و تود رؤيتي ، وافقت على طلبها بعد أن أخبرت أمي مررت في طريقي بمنزل أختي و أخذت معي منصف شاهين لمرافقتي في جولة أربعائية نستمتع فيها بأكل البيتزا عند المطعم المفضل لدي بما أنه اليوم الأخير له فالغد سيكون بالمستشفى ، التقيت بصديقتي تبادلنا اطراف الحديث شكينا لبعضانا ، منصف يومها لم يفارقني أكلنا البتزا و قد دفعت الحساب صديقتي رغما عني فقد أرادت أن تفرح منصف باي حال.
ودعت صديقتي و انتظرت أنا و منصف مجيء والدي لأخذنا للمستشفى لرؤية أخي ، أذكر يومها أن منصف كان مشاغبا جداااااااا و قد أتعبني " بقباحتو " ، عدت مساء متعبة جدا حضرت حقيبتي لأن التوجه سيكون منزل أختي فغدا ستكون بالمستشفى رفقة منصف و يجب بقائي في المنزل لرعاية الأطفال الثلاث سلسبيل و أيمن و محمد أصيل الذي يبلغ السنة فقط من العمر لم يفارقني منصف ليلتها كذلك حيث نام إلى جنبي بعد ان " حاجيتلو حجاية " .
الثلاثاء:
نهضت باكرا ، أيقضت منصف حيث يجب أن يشرب الحليب لأنه سيجري التحاليل عند الدخول مباشرة ألبسته أحلى الثياب و أخبرته أن لا يتعب أمه كي يشفى بسرعة نظر إلى الحقيبة التي كانت أمام الباب و هل سأبقى في المستشفى ؟؟ قلت نعم لكي تشفى و تعود إلينا سالما يا حبيبي ، ودعته و أنا أخفي دموعي فخوفي كان أن لا يعود منصف إلينا.
عمل منصف التحاليل اللازمة و كان لزاما عليه ان يجري فحصا للقلب أو كما يقال " الكاتي " صام يومها منصف يوما كاملا بكى كثيرا بسبب الجوع فمنذ السادسة صباحا لم يأكل حتى العاشرة ليلا، عندها أخبرتنا أختي أنه يجب التوجه في الغد للمستشفى الجامعي مصطفى باشا لتوفير الدم ووضعت إعلانا في الفايسبوك لمساعدة منصف .
الأربعاء : نهضت باكرا كذلك توجهت إلى المستشفى و حضرت كل من صبرينة و أختها ، اضافة الى مريم " فتاة في مقتبل العمر ، أعطاها الله قلبا حنونا و صادقا حضرت لمستشفى مصطفى باشا للتبرع لمنصف بدمها بعد ان رات ذلك في الفايسبوك ، لكن ضغطها المنخفض لم يسمح لها بذلك ، حسرة كبيرة بدت على محياها " الله يكثر من أمثالها " و بنبرة حزن " نروح ناكل مليح و نولي بالاك نقدر نحي " ابدت تعاطفا كبيرا مع منصف ، اتصلت بكل من تعرفهم ان كانوا من نفس فصيلة دم منصف ودعتنا عند الباب متمنية الشفاء له، و ظلت طوال اليوم تتصل للإستفسار" لكن و لا واحدة منهن تمكنت من التبرع و كنت الوحيدة اللي "نحيت الدم " مثلما حدث في عمليته الأولى بعدها توجهت عند منصف هناك إلتقيت إيناس: "طفلة لم تبلغ من العمر ثماني سنوات من ولاية غليزان تعاني من تشوه خلقي في القلب جاء بها والدها إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية وضعها على سريرها و غادر إلى مدينته تاركا ايناس تواجه مصيرها بنفسها ليس لأنه رماها بل لأنه موظف و لا يمكن البقاء معها ووالدتها تشرف على رعاية رضيع ولد مؤخرا ، مرض ايناس لم يمنع أن تكون شاطرة بسلامتها فقد اعطاها الله صبرا لم اجد مثله عند اطفال من سنها فقد صامت يوم العملية دون ان تشتكي ، ودخلت غرفة العمليات دون وجود اهلها إلى جانبها ، وقد رعتها المرأتين اللتان كانتا تتقاسمان معها الغرفة ، ايناس تعلقت بي كثيرا عندما كنت أزور منصف أحببتها و" ربيت عليها الكبدة " و كانت تهاتف أهلها بنوع من الشجاعة و الرجولية " راني غاية ماتتقلقوش عليا " كلام كثيرا ما علق عليه منصف ممازحا اياها " راني غاية " وكانت حريصة على أدواتها ودوائها و لم أرى إلا البسمة تحيي محياها ، يوم قبل خروجها رتبت لها حقيبتها وودعتني لأن الغد صباحا سيحضر والدها قبل حضوري و كانت فرحة جدا جدا بخروجها من المستشفى।" و ملاك اللتان كانتا تتقاسمان الغرفة مع منصف ، اضافة إلى أطفال آخرين بالجوار و الكل يتقاسم المعاناة و الألم، في المساء أخبرنا الأطباء أن منصف بحاجة إلى الدم و الذي هو زمرة نادرة نوعا ما " بي سالب " رحلة بحث اخرى في مدينتنا و لم يتوفر ذلك حتى صلاة المغرب و في بيت الله حيث منبع الخير خرج ثلاث رجال خير للتبرع بدمهم " عبد الغني، رابح، و الآخر لا أدري اسمه " شكرا لكم جميعا أخذهم زوج أختي إلى المستشفى حيث منصف لإنقاذهم حياة منصف।
الخميس: يوم صعيب بزاف في حياتنا
منصف يدخل غرفة العمليات الساعة منتصف النهار تنتهي العملية على الساعة السادسة مساء و نسمع بخبر استيقاظ منصف من التخدير على الساعة العاشرة ليلا و لكم أن تتصوروا حالة العائلة و قلب منصف متوقف عن النبض لمدة عشر ساعات كاملة لم ننم تلك الليلة " بدون تعليق ".
بعد يومين في الإنعاش تمكنا من رؤية منصف " الحمد لله أنه ما يزال على قيد الحياة " لأن العملية كانت صعبة جدا عليه و علينا حتى الاطباء لم يزرعوا فينا الأمل بل أن قلبه كان بالإمكان أن لا يعود للنبض مجددا ، زرته الأحد و كان قد طالب بدربوكة و هو في قاعة الإنعاش فكثيرا ما لعب مع أخته و فرحا معا و غنا معا وزغردا معا .
دخلت القاعة سكون رهيب يخيم المكان و منصف لم يعد يتكلم كما كان لكنه فرح كثيرا لرؤيتي و كان لزاما علي ان أنطقه مهما كان أخذت الدربوكة و أخذت أغني له و أزغرد فبدأ يتجاوب معي حين طلب مني الدربوكة و أخذ هو من يطبل و أنا أغني و اصفق و شاركنا الفرحة ملاك و ايناس بل قيل لنا أننا قد احيينا قلوبا ميتة لعب منصف يومها معي كثيرا حتى تعب لكن الحمد لله عاد منصف بحيويته و مشاغباته ، وغادر يوم الأربعاء المستشفى و هو الآن في المنزل يتعافى تدريجيا أتمنى دعواتكم ل بالشفاء العاجل.
هذه أنا : بطاقة حياة الإنسان في خمس كلمات : ولد الإنسان كافح ثم مات ولدت : في احدى أيام الخريف و بالضبط يوم الأربعاء منتصف شهر أكتوبر عندما كان النهار يودع محبيه في سنوات الثمانينات. الإنسان : شجون في كتاب لو تسألوني عنه أقل كان كتابا به عديد الصفحـــــات دونتها بحبر جاف للذكريــــــات عايشتها بصدق و جميل الأمنيـــات صفحات مليئة بالحب و الإبتسامــات رغم ذلك مزقت العديد من الصفحـات لأنها كانت أسوء ما في الحيــــاة
صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
6 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
المواضيع الأكثر قراءة
-
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا...
-
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة...
-
قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلو...
خديجة
8 أكتوبر 2011 في 4:13 م
الحمدلله على سلامته ،ويارب يتم شفاؤه كليا و تفرحوا بيه
شجون
8 أكتوبر 2011 في 4:21 م
شكرا لك أختي .مع تمنياتي لك بالتوفيق
منير سعدي
8 أكتوبر 2011 في 4:33 م
مذكرات صاحبتها لحظات ألم وخوف مما هو آتٍ لأجل منصف حبيب العائلة التي تنتظر عودته إلى أحضانها ليعيد رسم البسمة على الجميع ! عشت تلك اللحظات بالقرب منه ذلك من العفوية والصدق الذي صاحب قلمك في سرد تلك الأحداث أهم ما وصلت له هو أن هناك خير ومحبة تحيط بما رغم كلّ شيء وعندما نكون في أزمة ومعاناة لا نجد غير أمثالنا خاصة البسطاء سلامتك حبيبنا منصف كلنا نعيشك حتى تشفى تمـامـاً بإذن الله تعالى شكراً ً ً لشجون
شجون
8 أكتوبر 2011 في 4:44 م
نعم لحظات خوف و ألم الله لا يعاودها علينا ، دعواتكم منير
جابر
9 أكتوبر 2011 في 11:15 ص
الحمد لله على سلامة منصف، وجزاك الله خيرا على هذا القلب الصبور، كلماتك تجعل قارئها يستوعبها بصعوبة، ليس ذلك لخلل في التعبير أو عيب فيه، وإنما لقوة التأثير بتخيل تلك الأجواء في المستشفى ولأطفال صغار في سن البراءة يقاسون تلك الآلام، فهي قضاء الله وقدره، ولا راد لقضائه، نسأل الله السلامة، وندعوه بالفرج على منصف وكل من أحبه، وكل من عاش تجربة مماثلة. والسلام
غير معرف
23 أكتوبر 2011 في 11:11 م
اللهم لاتشمت اعدائي بدائي...واجعل القران الكريم شفائي ودوائي...فأنا العليل وأنت المداوي...وأنت ثقتي ورجائي...واجعل حسن ضني بك شفائي...اللهم احفظ علي عقلي وديني...وبك يارب ثبت يقيني...وارزقني رزقا حلالا يكفيني,..وابعد عني شر من يؤذيني...ولاتحوجن لطبيب يداويني...اللهم استرني على وجه الارض...اللهم ارحمني في بطن الارض...اللهم اغفرلي يوم العرض...بسم الله الرحمن الرحيم طريقي...والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني...من كل شيء يلمسني...ومن شر النفاثات في العقد..ومن شر حاسد اذا حسد...{قل هو الله احد}