مدونات صديقة
البكالوريا إرادة
الخميس, أغسطس 04, 2011 // 2 التعليقات // شجون // القسم: على هامش الحياة //
نقطة إلى السطر
في يوم من أيام الخريف و عندما كان النهار يسدل ستاره ولدت بعد أخت كبرى و أخ بعدها ، كان حياتي و أنا طفلة تتخللها فترات أحزان و آلام ككل الناس ، تربيت على أخلاق علمتني اياها جدتي، دخلت المدرسة و أنا أنتظر في يوم أكبر فيه و أصبح معلمة أو صحفية لا يهم بينهما أيا أكون ، رغبتي الجامحة في الدراسة جعلتني أتفوق في قسمي و كنت من الاوائل دائما بل أنا الاولى دائما لم أعرف الفشل كثيرا في مساري الدراسي ، أحببت المطالعة و التعبير و لا أحد كان بامكانه منافستي في مادة اسمها اللغة العربية و في الثانوية الفلسفة ايضا رغم اني كنت أدرس بشعبة علمية حبي للآداب لم يمنع تفوقي في الفيزياء و الكيمياء و العلوم الطبيعية لكن ربما نقطة ضعفي الوحيدة في جميع المواد هي الرياضيات بحكم أن أساتذة المادة الذين تعاقبوا على تعليمها لي في الثانوية جعلوها تاريخ و جغرافيا و ليس تمارين و مسائل يمكن حلها، ثانيها الفرنسية بحكم أني لم أدرس ثلاث سنوات كاملة لأنها كانت محرمة في المنطقة التي اسكنها لأن هناك قانونا في حكمهم يمنع عنا تعلم لغة فرنسا ناسين أن كل شيء في الجزائر لا يصلح إلا باتقانها.
هنا لا أنسى ان أذكركم أن الحياة في تلك السنوات لم تكن عادية فالموت في كل مكان و الخوف يعيش فينا بل يسكننا، وماكان من هم والدين سوى توفير لقمة العيش و ليسو مسؤولين عن توفير الأمن لنا لأنه تعدى صلاحياتهم، حدث و أن انتقلت إلى السنة الثالثة ثانوي السنة المصيرية في حياة كل طالب هنا تبدأ الحكاية:
" أنصح أصحاب القلوب الرهيفة بالإبتعاد، و أي تعب قد يصيبهم لست مسؤولة عنه"
بدأت سنتي الدراسية بنشاط كالعادة و كان في قسمي طالب اسمه محمد كنا نراجع كثيرا مع بعض وكان يحاول جاهدا اصلاح ما أفسده أساتذة الرياضيات معي ، حتى النشاطات الثقافية كنا نعملها معا وحدث أيضا أن شاركت ثانويتنا في برنامج بين الثانويات الإذاعي كنا نحضر ايامها لمسرحية عن المصالحة الوطنية التي جاء بها السيد الرئيس، و كان دور محمد الإرهابي التائب الذي عاد لأحضان الجزائر ودعنا يومها محمد على أمل اللقاء السبت لاتمام الرتوشات الأخيرة مودعا ايانا وداعا أخيرا لأن محمد اغتالته أيادي الغدر في نفس الليلة حاضنا أدواته و كراريسه التي كنا نحضر بها معا.
نقطة إلى السطر:
العام الأول:
مات محمد و ترك لنا فراغا رهيبا في قسمنا و من ثم ساءت حالتنا ، كان باقيا على البكالوريا ثلاثة أشهر بالتمام، ثم أسبوعا بعدها يوما.
جاء الصباح كنت محضرة زادا لكني كنت مقتنعة أنه قليل خاصة من الجانب النفسي و كنت أقول الباك الباك الباك في الانتظار ودعت والدتي و لم تمنحني عائلتي يومها زادا كافيا للتحفيز لكن محفزي الوحيد كان أمينة و هدف أمينة، دخلت قاعة الامتحان بحثت عن محمد بين القاعات وجدت استدعائه و الورقة التي تلصق عادة على الطاولة لكن للأسف لم أجد محمد، انتهت ايام البكالوريا و بدأت المرحلة الأصعب النتائج .
أمينة لا يوجد اسمها في قائمة الناجحين
لا عليك مازلت صغيرة و الفرصة لا تزال امامك لم تقلها عائلتي بل قلتها انا لنفسي أما عائلتي فكانت تؤنسني بقولها " علا شراكي تبكي لو كان قريتي مليح تجيبيه، العام الجاي ان شاء الله "
لم انتظر صدقة العطف أو الشفقة من أحد بل كنت قوية
نقطة إلى السطر:
العام الثاني :
بدأت عامي بقول " في الإعادة إفادة " ، تعبت كثيرا و اجتهدت أكثر ، درست و كنت بزاد أثقل هذه المرة لكن للأسف ما ان يقرب شهر جوان نصبح على الأعصاب فالإمتحان مصيري و أنا معيدة و كأنه لزاما بل فرضا أن أحصل عليه و السقوط ممنوع في مثل هذه الحالات، بقي على البكالويا أيام و من ثم يوم واحد ، و من ثم جاء الصباح.
حضرت نفسي و توجهت إلى قاعة الإمتحان ، اليوم الأول كان عادي أما الثاني لم يكن كما اشاء لأني أصبت باغماء في مادة مهمة من قلة النوم و الأكل ، ثم اغماء آخر في مادة أخرى و بدأ القلق يظهر على محياي .
و القلق الأكبر عند قروب النتائج، و جاء اليوم المشؤوم الذي لا أتمنى ابد أن يتكرر على أي انسان، تسربت النتائج في الليل و قيل لي أنك نجحت ، تعالت الفرحة في منزلي و دون وعي مني بكيت لا أدري يومها ابكاء فرحة أم غيره، جاء الصباح توجهت إلى ثانويتي لأرى معدلي لكني يا اصدقائي لم أجد اسمي بحثت بل فتشت عن اسمي لم أجده، تبكمت و تسمرت في مكاني ، و جاء عندي من أبلغني الخبر معتذرا بشدة لأن اسمي " عمروش " من سوء حظي منتشر بكثرة في الأربعاء " ولاد البلاد " لحظتها لم تسعني الدنيا بحالها فالحزن كبير و ما أحزنني أكثر أنه من جميع من كنت أراجع معهم أنا لم أتحصل عليه.
مررت بأيام عصيبة لا يمكن لأحد أن يحس بها عدا الراسبين في البكالوريا طبعا خاصة إذا كانوا مجتهدين، و كانت تلك السنة هناك دورة ثانية لكني لم أكترث لها طبعا و لم أحضر نفسي لها و دخلتها كيما نقولو بالدارجة في وجه الوالدين و كان الإمتحانات أصعب بكثير من دورة جوان.
نقطة إلى السطر:
العام الثالث:
تعافيت قليلا من مرضي و عدت إلى ممارسة حياتي الطبيعية ، حاولت جاهدة أن أقنع نفسي أن التجربة مفيدة للإنسان، و أن الحياة ليست بكالوريا و السلام، لكن الشيء الوحيد الذي لم أتخلى عنه و لم أقل أني لن أعيده هو الباك رغم ايذائه لي كنت مجنونة بحبه، تربصت ذاك العام في الحلاقة و اخترت الدروس المسائية بالثانوية، زدت تعلما من تجاربي السابقة و أصبحت أكثر وعيا و نضجا دراسيا أساعد الزملاء و أتعاون معهم أساتذتي كي لا أنكر خيرا ساعدوني كثيرا كانوا يحاولون التخفيف عني و تخصيص فترات للإستماع إليا خاصة و أن ظروفي العائلية كانت صعبة جدا .
بقي أسبوع على البكالوريا، يوم ، و جاء الصباح حضرت زادي و غادرت المنزل وصلت الثانوية لقيت صدورا رحبة حاولت مساعدتي و التخفيف عني هم اساتذتي لأنهم كانوا متأكدين من قدراتي و مجهوداتي ، كان الإمتحان بسيطا للغاية عملت جيدا و لم أصب باي تشويش خارجي من شأنه أن يعكر فرحتي أو أملي في النجاح.
قربت النتائج و كنت أحضر لفرحة لكن عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم ، تحصلت على معدل 9.98 لكن ليس بالإمكان الحصول على البكالوريا ، صدمة أخرى تضاف إلى قائمة صدماتي.
أترككم هنا كي لا تصدموا أكثر و للحديث بقية

هذه أنا : بطاقة حياة الإنسان في خمس كلمات : ولد الإنسان كافح ثم مات ولدت : في احدى أيام الخريف و بالضبط يوم الأربعاء منتصف شهر أكتوبر عندما كان النهار يودع محبيه في سنوات الثمانينات. الإنسان : شجون في كتاب لو تسألوني عنه أقل كان كتابا به عديد الصفحـــــات دونتها بحبر جاف للذكريــــــات عايشتها بصدق و جميل الأمنيـــات صفحات مليئة بالحب و الإبتسامــات رغم ذلك مزقت العديد من الصفحـات لأنها كانت أسوء ما في الحيــــاة
صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
2 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
المواضيع الأكثر قراءة
-
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا...
-
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة...
-
قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلو...
ملك الأفلام الوثائقية
10 سبتمبر 2011 في 12:31 ص
جيد جدا
حنان
13 أكتوبر 2011 في 5:47 م
بارك الله فيكي يا اختي امينة اتمنى لك كل النجاحات في حياتك الشخصية و العملية وكذا النجاح في مسابقة الماجيستر وتكونين من الاوائل ان شاء الله
صديقتك المخلصة حنان