مدونات صديقة
واقع الصحافة في الجزائر
الثلاثاء, مايو 03, 2011 // 1 التعليقات // شجون // القسم: على هامش الإعلام //
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا للمقارنة بينهما لأن الفرق بكل بساطة واضح وضوح الشمس، فهي ليست السلطة الرابعة التي عرفناها بل عُوض حرف الراء بحرف التاء ، و لا يحق لك الخوض في ما تريد أبدا لأنك ستلاقي عقوبات أبسطها التجريم. و في اليوم العالمي للصحافة أردت أن ألقي نظرة على هذا العالم في الجزائر، مهنة المتاعب و الآلام و الحسرة سمّها كما شئت بل انعتها كما تريد فأنت مأجور، أبدئها من مبنى التلفزيون الذي يعتبر كقصر الرئاسة تماما لا يدخله إلا ذو نفوذ و مال و جاه و سلطة ، إنها اليتيمة كما يسميها عامة الشعب التي لا تزال تعيش زمن الأبيض و الأسود في مادتها الإعلامية من برامج و حصص تافهة ، و تدني رقمي في العتاد و المعدات ناهيك عن الكفاءات الإعلامية الموجودة بها _ إلا من رحم ربك _ فالنشرة الرئيسية كالدولة يتداول عليها رئيسان منذ فترة طويلة حتى المرض أو السوء لا يصابان به ، لم يغادرانها منذ بدأ فيها و السؤال المطروح دائما ألا يوجد بالمبنى غيرهما و بأي المعايير الإعلامية كان اختيارهما و ماهو تميزهما ليبقيا على عرش النشرة الرئيسية منذ سنوات . كل ما يحيط بمبنى التلفزيون عبارة عن أكسسوارات فقط تزيد من جماله لا أكثر و لا أقل لأن الواقع الداخلي شيء يثير الإشمئزاز و بعيد كل البعد عن ديننا و عاداتنا و تقاليدنا التي ورثناها عن أجدادنا ، به كل الأنواع و الأصناف من الحقارة ، فيه كل الألوان و الأشكال من الدعارة، لا عجب و لا عجاب رجلا يصاحب رجلا، و امرأة تعشق امرأة أكيد مع الدفع المسبق ، لا عجب و لا عجاب كذلك فالمرأة عندنا بمبنى التلفزيون تدخن أمام مرآك باسم التحضر و الحضارة، باسم مشاكل عمل الصحافة ، الصحفية المتحجبة لا مكان لها في الظهور على الشاشة لأن القانون الداخلي للمؤسسة يمنع ذلك. تزوج أب اليتيمة من امرأة أخرى بعد سنوات طوال و جاء لأختهم بأربع أخوات مات و تركهم فأصبحت اليتيمة و أخواتها، واحدة ناطقة بلغة فرنسا، و أخرى بمنطقة القبائل، و أخرى ثالثة ينقل محتواها عن أختها الأرضية 90 في المائة، تبقى قناة القرآن الكريم التي وجدت فيها بعضا من ديني و دنيايا. نتوجه الآن إلى مبنى الإذاعة ، نملك تنوعا واضحا من قنوات رئيسية و أخرى جهوية _ على الأقل هناك تنوع _ تقدم خدمة للفرد و المجتمع إلا أن البرامج الجيدة لا تعمر طويلا تجد من يحاربها حتى تلغى من القائمة، و أحيانا تنسى نفسها فتقدم لنا الرداءة بأنواعها ، ربما لا نستطيع رؤية الواقع بداخلها لكنها صدقوني أرحم من جارتها نوعا ما . رغم هذا الواقع السوداوي للمجال السمعي البصري في الجزائر إلا أن هناك بعض المتميزين من صحفيين و تقنيين و مخرجين أثبتوا كفائتهم و صدقهم و إخلاصهم لكنهم مع كل أسف يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان خارج مجال التغطية. أتحول بكم الآن إلى الصحافة المكتوبة التي تجد من يقرأها حسب عدد النسخ التي تسحب يوميا، يوجد العديد منها كل الأنواع متوفرة بالعربية و الفرنسية ، تملك بعض الحرية في إيصال صوت المجتمع لكنه واقع مؤلم هو الآخر ، تجد الأقلام الرديئة في المقدمة و المتميزة في المؤخرة، تخضع لرؤساء طاغين ، و أحيانا غير مثقفين أصلا ، أُكتب في الثقافة و امدحها فأنت مأجور ، و لا تكتب في قضايا الفساد فأنت مسجون طبعا مع سبق الإصرار و الترصد، صحف صفراء ، و صحف إثارة ، و صحف ملونة، و توجد حتى صحف " دار الشرع " كما يسميها الشارع الجزائري تصنع من الحبة قبة، و من العدم كل شيء ، تقرأ عناوين تبشرك بخير و أخرى بحسرة و أخرى بضحكة و هكذا فأنت في عالم متنوع تنوع الأبطال و الشخصيات في مسلسل درامي لا ينتهي ، لا يموت البطل فيه فهو أصل السلسلة، لكن يموت الطيبون فتنساهم الرواية، هكذا هي الأقلام في الجزائر تموت دون أن نسمع بها .، و تحارب و كأنها عدو خارجي ، و قد يتحول صحفي جيد إلى رجل من غبار تذروه الرياح العاتية . آه تذكرت حرب أهلية تعيشها جرائدنا اليوم بين بعضها البعض و المنتصر الذي يضحك أخيرا . استغلال أقلام شابة طموحة رغم أننا في زمن التكنولوجيا العالية التدفق فلا مجال للحديث عن خرافات و أساطير أجدادي أمام زحف الانتـــرنيت ، لكن لا تنسى تحدث عن الحسنوات اللواتي وجدن ضالتهن في صحافتنا ، و عن من باعوا ضمائرهم و أخلاقهم مقابل الشهرة و المتعة، و من دخل العاصمة لن يبرحها لأنها الجنة . هناك بعض الأقلام الذين غادروا الحياة وهم لا يزالون على قيدها بعد أن أحيلوا على التقاعد منها إلى ما يشبه الموت البطيء ، و الحزن كلّ الحزن على المتميزين من أقلامنا الذين ستضطرهم الظروف إلى التقاعد المبكر ومغادرة المعركة دون أيّ مقاومة لأنّ الطوفان أعتى من أن يقاوم بجرّة قلم كما قال عبد العالي مزغيش.
عيدكم سعيد و كل عام و أنتم مع صراع جديد

هذه أنا : بطاقة حياة الإنسان في خمس كلمات : ولد الإنسان كافح ثم مات ولدت : في احدى أيام الخريف و بالضبط يوم الأربعاء منتصف شهر أكتوبر عندما كان النهار يودع محبيه في سنوات الثمانينات. الإنسان : شجون في كتاب لو تسألوني عنه أقل كان كتابا به عديد الصفحـــــات دونتها بحبر جاف للذكريــــــات عايشتها بصدق و جميل الأمنيـــات صفحات مليئة بالحب و الإبتسامــات رغم ذلك مزقت العديد من الصفحـات لأنها كانت أسوء ما في الحيــــاة
صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
1 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
المواضيع الأكثر قراءة
-
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا...
-
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة...
-
قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلو...
غير معرف
12 مايو 2012 في 12:54 م
من أروع ما قرأت ’ تحليل واقعي و صحيح لكل ما يجري في دهاليز صحافتنا واصل و لا تفاصل ننتظر جديدك