مدونات صديقة
بعد طول غياب ها أنا أعود إلى عالمي الذي اشتقت إليه كثيرا، رغم أن بعدي عنه لم يكن طواعية بل الظروف هي من حكمت عليا بذلك ، و بما أنكم تساءلتم ما سبب هذا الغياب ؟ سأقول لكم الحقيقة لقد كنت أدون في فصول رواية أنا بصدد تحضيرها .
من هنا تبدأ الحكاية؟؟
منذ فترة قصيرة وجدت عملا ، في إطار منحة الإدماج للنشاطات الاجتماعية "DAS" و المبلغ كما تعرفون زهيد جدا 9000 دج لا يفي حتى حق أبسط الأشياء في بلادنا – لم أتقاضاه بعد - ، لقد تعبت كثيرا في الحصول عليه لكن فرحت أكثر به باعتباره في مكتبة ، و المكتبة رمز للعلم و الثقافة ، و ما سأجنيه ثقافيا أكبر من أي مبلغ يمكن أن أتقاضاه – مجرد حلم فقط - .
بدأت عملي ، و يشهد ربي أنه منذ أول يوم دخلت فيه أني كنت حريصة جدا أن أترك بصمة يشهد لي بها من يأتي بعدي ، حاولت جاهدة و سعيت لذلك ، لكن ؟؟؟ و حدث آن ذهبت إلى تربص بالمكتبة الوطنية بالحامة رفقة ثلاثة زملاء آخرين كانت أيام رائعة لا أنساها – أفدنا و استفدنا – هؤلاء الثلاثة لم أكن أعرفهم عن قرب من قبل فكان لي الشرف أن أتعامل معهم بصفة يومية – خالد ، أمينة ، و سميرة – أتدرون كلما عرفت صديقا اسمه خالد لكان معي نعم الأخ و أقصد هنا خالدان هما – خالد بشار المدون – و هذا خالد زميل العمل، جرت معنا أمور كثيرة اشتركنا في صنعها رفقة السائق الذي كان يرافقنا في الرحلة يوميا عمي عبد الحميد.
كل هذه التفاصيل لم تكن إلا لتوحي أننا نتعب للحصول على أمر جيد ، لكن لما عدت من التربص هذا وجدت أناسا آخرين ينتظرونني عند أول خطأ كي يوقعوا بي ، لم أترك و لن أترك الفرصة لأحد رغم حربهم الدنيئة، بعد حوالي شهرين تجري الأمور بشكل عادي، و تسارعت الأحداث .
كنت أعمل بجد و أكثر مما يجب فحبي لمهنتي كان أكبر ، عملت الكثير لأجل ماذا؟؟؟ لأجل أن أكون مرتاحة الضمير لا أكثر و لا أقل – رغم كل ما حدث فأنا راضية – لأن من عملت معهم من قبل يعرفون طبيعة عمل شجون ، لكن و بينما أنا منهمكة في فصول روايتي كان آخرون ينسجون في فصول رواية للإطاحة بي قبل إتمام ثاني فصل – حسبي الله و نعم الوكيل – ، لا أدري ما السبب و لماذا ؟؟؟ لأني لم أؤذي أحدا و الله ، الذي يحز في نفسي كثيرا اليوم هو أنهم صنعوا مني ظالمة رغم أني مظلومة و الله لحد أن مديرك لا يكلمك صدقوني إحساس رهيب لم أعشه يوما بل لم أتصور يوما أني سأعيشه ، اسودت الدنيا في وجهي ، ثلاثة أيام كاملة لم أنم و أنا أفكر في الخطأ الذي يمكن أن أكون قد ارتكبته لكن و الله ثم و الله ثم و الله لم أجد ، و التهمة التي وجهت لي صدقوني لم أفعلها لأني لست أنا التي يمكن أن أعملها هنا أصدقكم القول لقد وجدت تضامنا من طرف بعض الزميلات اللواتي كن نعم الأخوات و لم يتركوني فحاولوا مواساتي بكل ما أوتين – شكرا لكن و جميلكم هذا لن أنساه ما حييت -
عدت إلى عالمي لعلي أخفف شيئا من مأساتي و كان يمكن أن يكون هذا فصلا من فصول روايتي ، صدقوني أنا اليوم جريحة و مظلومة و لا أدري كيف أتصرف، أذهب إلى العمل و العيون تحدق بي - الله يجازي لي كان السبب - ، النميمة و الغيبة و ما يمكن أن تفعلاه ، رغم أن المحنة صعبة إلا أنهم قدموا لي خدمة فهم يزيدوني من عزيمتي و إصراري على المواصلة ، و في نفس الوقت كما يقول ناس بكري " كل محنة تزيد في الرأس عقل " .
مع تحيات المدونة شجون
بعد ساعات من الآن سيسدل الستار على سنة 2011 لتبدأ معها انطلاقة العام الجديد 2012 الذي نتمناه جميعا أن يكون عاما سعيدا مليئا بالأحداث السعيدة و المفاجآت السارة، تحقيق لأهدافنا و طموحاتنا، لكن هل أعد كل واحد منا هذه الأهداف و هل خطط و برمج لإثنا عشر شهرا قادمة من حياته فرغم أن هناك مثلا شعبيا يقول " أحييني اليوم و اقتلني غدوة " بمعنى اتركني أعيش اليوم و غدا يرحم ربي، إلا أني أؤمن بالقول الآخر أكثر " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " و هل فكرنا أصلا أن نضع برنامجا مبسطا لقدراتنا و ربطها مع متطلباتنا و ما نرجوه من هذه الحياة، و في هذه السنة تحديدا ، أم أنها تبقى مجرد أحلام و فقط نستغني عنها بمجرد مواجهتنا لعراقيل و صعوبات ، يحضرني الآن قول قرأته صدفة في كتاب كانت تتصفحه إحدى السيدات بالحافلة لا أدري كاتبه و لا عنوانه حتى إلا أن ما استرقته كان مهما جدا " لا تنتظر من أحد أن يجد لك الظروف المناسبة بل اصنع لنفسك ظروفا مناسبة " .
جميعنا نولد على الفطرة كما قال حبيبنا و سيدنا محمد فنكبر و نعيش في محيط اجتماعي مختلف فنتأثر و نؤثر فيه ، نأخذ و نعطي ، و لكل منا قدرات و مواهب قد تختلف حسب محيطنا و تنشئتنا الاجتماعية ، لكن بالمقابل هناك أناس نجحوا لأنهم استطاعوا أن يكتشفوا قدراتهم و يستثمرونها، و الآخرين ليس بعد، و إلا فبماذا نفسر حياة السابقين الذين كانت ظروف حياتهم مقارنة بظروف حياتنا أسوا بكثير، لكن نجاحاتنا شبيهة بالعدم أمام نجاحاتهم، مفارقة عجيبة لكن الأكيد أنهم كانوا يعيشون لأجل هدفهم فبحثوا بل صنعوا لأنفسهم الظروف المناسبة التي ساعدتهم على نجاحهم.
هل أخذ كل واحد منا كراسة و قلم و خطط لسنة جديدة من حياته ثم عاد إليها في نهاية السنة ليرى إن كان قد وفق في مخططه_ أظن أن جواب الأغلبية سيكون لا _.
هل رأيت نحن لم نحاول فكيف لم نستطع.
هذه أبسط الأمور فما بالك عن أكبرها .إذن خذ كراسا و قلم من الآن و اكتب فيها أهدافك للسنة الجديدة 2012، أهدافك القريبة و البعيدة ، أهدافك الروحية و المعنوية ، و اسعى جاهدا لتحقيقها _ ما الذي أريد ؟_ إن عرفت الإجابة ستعرف نفسك ، ضع الكراسة في مكان ما شريطة أن تعود إليها من حين لآخر، تفقدها و تأمل إن كنت قد حققت و لو جزء من المائة من هدف معين متأكدة أنك ستكون سعيدا بانجازك، و ستسعى لإكمال البقية، و عند نهاية السنة ضعها أمام عينيك و تأملها، شطب منها وأضف إليها لا يهم المهم أنك خططت و برمجت لحياتك بل الأهم أنك حاولت ، فالذي يخطط و لا ينفذ خير من الذي لا يخطط بتاتا و لعل خيرهما من يخطط و ينفذ، كما أن بداية الألف ميل تبدأ بخطوة ، كما لا تنسى أن الجبال من حصى.
" جد نفسك و كن نفسك " ( ديل كارنيجي) يجب أن تكون أنت لا ما يريده غيرك منك ، نعم اكتشف نفسك و كن نفسك و حسب حتى أن هناك دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية بجامعة هارفارد عام 1970 و جدت أن 3% فقط من الطلاب الذين تم استجوابهم أجابوا بالتفصيل عن خططهم المستقبلية، و بعد 20 سنة تبين أن أولئك الثلاثة يملكون 90% من ممتلكات المائة طالب كلهم.
و ما فائدة سنة 2012 اذا لم يكن فيها شيء نناضل من أجله.
كما أن مخططات حياتنا لا تخلو أكيد من جانب اجتماعي و إنساني فان وجدت نفسك و لم تجد غيرك حدث خلل في حياتك ، إذا لا تنسى أن تجعل في مخططاتك شيء لأسرتك ، مجتمعك، ووطنك.
أظن أنك لم تخطط بعد لسنة 2012 حتى أنا هيا تعالى لنكتب سيناريو حياتنا لسنة 2012 ، تعالى لنرسم منحنى تصاعدي لحياتنا و يومياتنا في سنة 2012 ، تشجع انهض من على الجهاز و اجلب كراسة و قلم لنبدأ في التخطيط معا:
هل فتحت الكراسة ؟
- اكتب أي شيء يدور في خاطرك الآن مهما كان بسيطا أو حتى غبيا في نظرك من خلال ما استنتجته من مقالي : أنا كتبت و أنت ؟
- دوّن الآن : ما الذي تريده في سنة 2012 أن يتحقق دون أن تنسى من تكون ، و أين تعيش لأنه من هنا تستخرج أهدافك الشخصية و الإجتماعية।
- وضح جيدا أهم هدف تريد تحقيقه سواء كان بعيد أو متوسط أو قريب المدى ابحر في خيالك كي تتضح الرؤيا جيدا।
- لا تنسى الجانب الروحاني فاسلامنا يفرض علينا ذلك فاجعل من أهدافك تقربك إلى الله।.
أتمنى أن أكون قد أفدتكم أصدقائي ، نلتقي في نهاية السنة لنقيم معا مخططاتنا و أهدافنا .
جميعنا نولد على الفطرة كما قال حبيبنا و سيدنا محمد فنكبر و نعيش في محيط اجتماعي مختلف فنتأثر و نؤثر فيه ، نأخذ و نعطي ، و لكل منا قدرات و مواهب قد تختلف حسب محيطنا و تنشئتنا الاجتماعية ، لكن بالمقابل هناك أناس نجحوا لأنهم استطاعوا أن يكتشفوا قدراتهم و يستثمرونها، و الآخرين ليس بعد، و إلا فبماذا نفسر حياة السابقين الذين كانت ظروف حياتهم مقارنة بظروف حياتنا أسوا بكثير، لكن نجاحاتنا شبيهة بالعدم أمام نجاحاتهم، مفارقة عجيبة لكن الأكيد أنهم كانوا يعيشون لأجل هدفهم فبحثوا بل صنعوا لأنفسهم الظروف المناسبة التي ساعدتهم على نجاحهم.
هل أخذ كل واحد منا كراسة و قلم و خطط لسنة جديدة من حياته ثم عاد إليها في نهاية السنة ليرى إن كان قد وفق في مخططه_ أظن أن جواب الأغلبية سيكون لا _.
هل رأيت نحن لم نحاول فكيف لم نستطع.
هذه أبسط الأمور فما بالك عن أكبرها .إذن خذ كراسا و قلم من الآن و اكتب فيها أهدافك للسنة الجديدة 2012، أهدافك القريبة و البعيدة ، أهدافك الروحية و المعنوية ، و اسعى جاهدا لتحقيقها _ ما الذي أريد ؟_ إن عرفت الإجابة ستعرف نفسك ، ضع الكراسة في مكان ما شريطة أن تعود إليها من حين لآخر، تفقدها و تأمل إن كنت قد حققت و لو جزء من المائة من هدف معين متأكدة أنك ستكون سعيدا بانجازك، و ستسعى لإكمال البقية، و عند نهاية السنة ضعها أمام عينيك و تأملها، شطب منها وأضف إليها لا يهم المهم أنك خططت و برمجت لحياتك بل الأهم أنك حاولت ، فالذي يخطط و لا ينفذ خير من الذي لا يخطط بتاتا و لعل خيرهما من يخطط و ينفذ، كما أن بداية الألف ميل تبدأ بخطوة ، كما لا تنسى أن الجبال من حصى.
" جد نفسك و كن نفسك " ( ديل كارنيجي) يجب أن تكون أنت لا ما يريده غيرك منك ، نعم اكتشف نفسك و كن نفسك و حسب حتى أن هناك دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية بجامعة هارفارد عام 1970 و جدت أن 3% فقط من الطلاب الذين تم استجوابهم أجابوا بالتفصيل عن خططهم المستقبلية، و بعد 20 سنة تبين أن أولئك الثلاثة يملكون 90% من ممتلكات المائة طالب كلهم.
و ما فائدة سنة 2012 اذا لم يكن فيها شيء نناضل من أجله.
كما أن مخططات حياتنا لا تخلو أكيد من جانب اجتماعي و إنساني فان وجدت نفسك و لم تجد غيرك حدث خلل في حياتك ، إذا لا تنسى أن تجعل في مخططاتك شيء لأسرتك ، مجتمعك، ووطنك.
أظن أنك لم تخطط بعد لسنة 2012 حتى أنا هيا تعالى لنكتب سيناريو حياتنا لسنة 2012 ، تعالى لنرسم منحنى تصاعدي لحياتنا و يومياتنا في سنة 2012 ، تشجع انهض من على الجهاز و اجلب كراسة و قلم لنبدأ في التخطيط معا:
هل فتحت الكراسة ؟
- اكتب أي شيء يدور في خاطرك الآن مهما كان بسيطا أو حتى غبيا في نظرك من خلال ما استنتجته من مقالي : أنا كتبت و أنت ؟
- دوّن الآن : ما الذي تريده في سنة 2012 أن يتحقق دون أن تنسى من تكون ، و أين تعيش لأنه من هنا تستخرج أهدافك الشخصية و الإجتماعية।
- وضح جيدا أهم هدف تريد تحقيقه سواء كان بعيد أو متوسط أو قريب المدى ابحر في خيالك كي تتضح الرؤيا جيدا।
- لا تنسى الجانب الروحاني فاسلامنا يفرض علينا ذلك فاجعل من أهدافك تقربك إلى الله।.
أتمنى أن أكون قد أفدتكم أصدقائي ، نلتقي في نهاية السنة لنقيم معا مخططاتنا و أهدافنا .
" يا بنتي روحي ترقدي راها الوحدة تاع الصباح "
هي كلمات خاطبتني بها أمي و هي تحاول أن تفتح عينيها جدا و أنا غارقة بين أدواتي تحضيرا لمسابقة سأجتازها .
حسنا يا أمي ، أه ماذا الواحدة صباحا لقد مر الوقت بسرعة ، لكن لا أحد اتصل تخاطبني أمي : أو تنتظرين أحدا ؟؟ لا لا تذكرت شيئا فقط.
غادرت أمي ، تركت أدواتي لكني لم أذهب إلى النوم بل فتحت جهاز لأكتب شيئا " انه تاريخ مهم في حياتي " عمر جديد و سنة جديدة فماذا فعلت في سنة مضت ؟؟؟؟
هو سؤال عادت أطرحه على نفسي مرتين في السنة " مرة في العام الميلادي الجديد، و مرة في عيد ميلادي " رغم أني أحاسب نفسي كل يوم .
سؤال صعب لأنه لا شيء تغير ، لا أحلام تحققت ، و لا طموحات ، و لا أنا مت ، و لا أنا حية أنا عايشة فقط.
سنة اغتيلت فيها بعض الأحلام بيد السيدة البيروقراطية ، سنة لم أنجح فيها لا في مسابقة الماجيستير و لا في مسابقة التوظيف، سنة كانت مليئة بالمشاكل العائلية القاسية ، سنة اجتزت فيها مراحل صعبة ، سنة فقدت فيها أحبة و أصدقاء غادروا إلى الحياة الاخرى ، و آخرون إلى الضفة الأخرى .
نعم سنة مرت بحلوها و مرها قلت مرارتها و ساقول الآن حلاوتها هي سنة استعدت فيها عافيتي ، نشاطي و حيويتي، حركيتي و اجتهادي بعد أن كاد اليأس يأخذها مني شاركت في عدة لقاءات تحسيسية، و علمية، أمسيات شعرية، ندوات فكرية، حصص اذاعية و تلفزيونية، أعمال خيرية ، تعرفت فيها كذلك على العديد من المدونين ، ومدوناتهم، الكثير من الشعراء و الكتاب و الأدباء، الفنانين و حتى النقاد، الإعلاميين و أطفال المستشفيات، فكنت كالنحلة أدور هنا و هناك لالتقاط أجود الأنواع ، سنة كنت فيها أمينة و لا أزال أنتظر لحظات فرح تمنحني اياها الحياة منتظرة أن يتحقق كل ما أخطط له " انه عيد ميلادي اليوم
نامي يا مدونتنا شجون فغدا ستكونين في لقاء رسمي ثالث مع مدونين لطالما ذكرتهم بكل خير و أنهم أناس تشرفت كثيرا بمعرفتهم ، كما أنك كنت تقولين لي دائما أين كان هؤلاء يوم كنت في أوج عطاءاتك و أفكارك ।أليس كذلك يا نصفي الآخر ؟؟؟
طيب طيب سأنام فأنا متشوقة للغد أكثر منك يا أمينة لأني سألتقي أصدقاء من عالمي الإفتراضي الذين عرفتهم بمدوناتهم ، و حتى الذين أعرفهم فقد اشتقت إليهم.
نمت بأحلام وردية أرسم طريقي إلى المعرض و أي الكتب ساقتني مع أصدقائي لأن لقائنا تزامن مع الطبعة السادسة عشر للصالون الدولي للكتاب إضافة إلى البيع بالإهداء للمدون يوسف بعلوج " تونس ...على جبينها ثورة و كتاب " .
لا أدري كيف نمت و لا متى استيقظت أخذت طريقي إلى شوفالي المكان الأقرب للوصول إلى مكان لقائنا و سرت مع جموع الناس إلى المركب الاولمبي أين تقام خيمة لمختلف دور النشر لعرض آخر اصداراتهم، و لعل ما شد انتباهي هو الأعداد الهائلة للوافدين فرادى ، مثنى و ثلاثى ، و جماعة " من قال أن الجزائري لا يقرأ فقد أخطأ " ربما لأنه تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع و ما أعجبني هو أني رأيت فيهم تشجيعا للقراءة الأب مع أولاده، الأسرة بكاملها، الاصدقاء و الصديقات ....الخ
دخلت من الباب بعد أن زال الزحام " لعلها نقطة سوداء " و التقيت بأول مدون و كنت قد سبق لي معرفته " منير سعدي " وصديقه الذي أبدى اهتماما للتدوين و للقائنا طبعا، و أول الوجهة كانت دار فيسرا التي يعرض فيها يوسف كتابه " على فكرة وصلت قبل صاحب الكتاب " و صل يوسف برفقة " توفيق التلمساني " شخص لا يمكن أن أصف لكم معزته عندي فاحترامي له كاحترامي لوالدي ، شخص عندما أراه أتذكر مقولة " جبهولي فاهم الله لا قرا " نعم ثقافته الواسعة و أفكاره الجريئة و الصريحة و تواضعه رغم مشاكله و اشتغاله بالتجارة تجعلك تستصغر نفسك أمامه ، بدأ العدد يكبر بوصول " عبد الحفيظ شراير " و آخر أظن أني كنت متحمسة جدا لرؤيته لأن الكل ممن ذكرتهم سابقا كنت أعرفهم هو " اسماعيل قاسمي" " تبسمت في وجهه وهو خاطبني مندهشا علاه أنت هي شجون ألم تقولي أنك لن تحضري " لأنه و أنا في الطريق اتصل بي و أخبرته مازحة أني لن أحضر . توالت اللقاءات هاهو " أيوب سواس " ، ثم " نسيم رحالي" يصل و معه صديقه، كما تعرفت إلى أحمد بلقمري ، و رفيق جلول لأول مرة .
كما أني التقيت بمسؤؤولين في دار النشر فيسرا كنت أعرفهم سابقا لعل أبرزهم الشاعر " توفيق ومان " ، اضافة إلى الكاتب عبد الرزاق بوكبة ، و الشاعر رمزي نايلي، دار حديث بيننا نحن المدونون و أبدى كل منا وجهة نظره في أمور عديدة متعلقة بالتدوين ، و كان لي لقاء هامشي مع صديقي و أخي توفيق التلمساني حول أمور الحياة .
تركنا يوسف يوقع في الإهداءات لمقتني كتابه و قد أهداني توفيق كتاب يوسف موقعا باسمي و كان الكتاب الوحيد الذي عدت به إلى المنزل وكانت السعادة تغمري لأنه لأول مرة أتلقى هدية على شكل كتاب من صديق.
تجولنا قليلا في المعرض رفقة بعضنا البعض لكن البطون كانت تنادي " ما رأيكم لو نذهب للفطور ثم نعود للمعرض " و لا واحد قال لا و كأن الجميع كان ينتظر في أي متبرع يتصدق بكلام مثل هذا ، النقطة السوداء الاخرى أني لم أشعر بالارتياح فقد كان الجو بالداخل قاتلا فتنفست تنفسا عميقا عندما رأيت إشراقة الشمس .
و نحن بالخارج التقينا بمدوننا المغرد في التغريدات التويترية بعد أن هجر الفايسبوك " عبد الله تلامعلي – عبدو - " و اجتمعنا جميعنا حول طاولة الإفطار تحت شمس حارقة دون واقيات فشكرا لمن اشترى الفطار و المشروبات و بدأت أتدلع فقد كنت المرأة الوحيدة بينهم " خصت المايونيز " " كلي و اسكتي راكي مليحة كي لقيتي الماكلة " و كانت الشوارما حاضرة بقوة مع الكوكاكولا " ياو كي تشبع الكرش تقول للراس غني " عدنا إلى الداخل نجوب المعرض و لم أتمكن من اقتناء أي كتاب نظرا لظروف مادية خاصة و عدم ايجاد الوقت الكافي لكل ذلك ، عدنا إلى دار فيسرا حيث التقينا مجددا وكان لنا لقاء مع " علاوة حاجي " و " معمر عامر " تحدثنا قليلا فالوقت يمر و يجب العودة إلى المنزل ، كما كان لي لقاء بالشاعرة اللبنانية روز كلش ، و الجزائرية فايزة ملكشي، و بعض الزملاء من الأقسام الثقافية لمختلف الجرائد.
لحظات الوداع كانت صعبة فقد كنا نودع ثم نعود للحديث مجددا إلى أن غادرت بالفعل واعدة المعرض بالعودة يوم الثلاثاء أو الأربعاء كأقصى تقدير لاقتناء بعض الكتب لكن ظروفي الخاصة لم تسمح لي بذلك ، تركت منير و صديقه و أحمد في شوفالي ، و أكملت أنا و أيوب و عبد الحفيظ إلى جامعة بوزريعة أين ذهب كل إلى طريقه بعد انتظار دام ساعة كاملة لحافلة النقل الجامعي على أمل اللقاء بالجميع في لقاءات قادمة بحول الله.
و لعل ما حز في نفسي كثيرا هو أني لم ألتقي ببعض المدونين الذين تمنيت رؤيتهم " جابر، خالد بشار، راضية، ايمان بخوش، ليلى، قادة، يحيى سليماني، و الأبرز هو سيفو الذي لم أتشرف بعد بمعرفته في الواقع
اليوم هو الإثنين السادس و العشرون من شهر سبتمبر نهضت باكرا ساعدت أمي في شغل البيت و فطور أخي المتواجد بمستشفى البليدة ، تهاتفني صديقة لم نلتقي منذ مدة حيث تخبرني أنها متواجدة بمدينتي و تود رؤيتي ، وافقت على طلبها بعد أن أخبرت أمي مررت في طريقي بمنزل أختي و أخذت معي منصف شاهين لمرافقتي في جولة أربعائية نستمتع فيها بأكل البيتزا عند المطعم المفضل لدي بما أنه اليوم الأخير له فالغد سيكون بالمستشفى ، التقيت بصديقتي تبادلنا اطراف الحديث شكينا لبعضانا ، منصف يومها لم يفارقني أكلنا البتزا و قد دفعت الحساب صديقتي رغما عني فقد أرادت أن تفرح منصف باي حال.
ودعت صديقتي و انتظرت أنا و منصف مجيء والدي لأخذنا للمستشفى لرؤية أخي ، أذكر يومها أن منصف كان مشاغبا جداااااااا و قد أتعبني " بقباحتو " ، عدت مساء متعبة جدا حضرت حقيبتي لأن التوجه سيكون منزل أختي فغدا ستكون بالمستشفى رفقة منصف و يجب بقائي في المنزل لرعاية الأطفال الثلاث سلسبيل و أيمن و محمد أصيل الذي يبلغ السنة فقط من العمر لم يفارقني منصف ليلتها كذلك حيث نام إلى جنبي بعد ان " حاجيتلو حجاية " .
الثلاثاء:
نهضت باكرا ، أيقضت منصف حيث يجب أن يشرب الحليب لأنه سيجري التحاليل عند الدخول مباشرة ألبسته أحلى الثياب و أخبرته أن لا يتعب أمه كي يشفى بسرعة نظر إلى الحقيبة التي كانت أمام الباب و هل سأبقى في المستشفى ؟؟ قلت نعم لكي تشفى و تعود إلينا سالما يا حبيبي ، ودعته و أنا أخفي دموعي فخوفي كان أن لا يعود منصف إلينا.
عمل منصف التحاليل اللازمة و كان لزاما عليه ان يجري فحصا للقلب أو كما يقال " الكاتي " صام يومها منصف يوما كاملا بكى كثيرا بسبب الجوع فمنذ السادسة صباحا لم يأكل حتى العاشرة ليلا، عندها أخبرتنا أختي أنه يجب التوجه في الغد للمستشفى الجامعي مصطفى باشا لتوفير الدم ووضعت إعلانا في الفايسبوك لمساعدة منصف .
الأربعاء : نهضت باكرا كذلك توجهت إلى المستشفى و حضرت كل من صبرينة و أختها ، اضافة الى مريم " فتاة في مقتبل العمر ، أعطاها الله قلبا حنونا و صادقا حضرت لمستشفى مصطفى باشا للتبرع لمنصف بدمها بعد ان رات ذلك في الفايسبوك ، لكن ضغطها المنخفض لم يسمح لها بذلك ، حسرة كبيرة بدت على محياها " الله يكثر من أمثالها " و بنبرة حزن " نروح ناكل مليح و نولي بالاك نقدر نحي " ابدت تعاطفا كبيرا مع منصف ، اتصلت بكل من تعرفهم ان كانوا من نفس فصيلة دم منصف ودعتنا عند الباب متمنية الشفاء له، و ظلت طوال اليوم تتصل للإستفسار" لكن و لا واحدة منهن تمكنت من التبرع و كنت الوحيدة اللي "نحيت الدم " مثلما حدث في عمليته الأولى بعدها توجهت عند منصف هناك إلتقيت إيناس: "طفلة لم تبلغ من العمر ثماني سنوات من ولاية غليزان تعاني من تشوه خلقي في القلب جاء بها والدها إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية وضعها على سريرها و غادر إلى مدينته تاركا ايناس تواجه مصيرها بنفسها ليس لأنه رماها بل لأنه موظف و لا يمكن البقاء معها ووالدتها تشرف على رعاية رضيع ولد مؤخرا ، مرض ايناس لم يمنع أن تكون شاطرة بسلامتها فقد اعطاها الله صبرا لم اجد مثله عند اطفال من سنها فقد صامت يوم العملية دون ان تشتكي ، ودخلت غرفة العمليات دون وجود اهلها إلى جانبها ، وقد رعتها المرأتين اللتان كانتا تتقاسمان معها الغرفة ، ايناس تعلقت بي كثيرا عندما كنت أزور منصف أحببتها و" ربيت عليها الكبدة " و كانت تهاتف أهلها بنوع من الشجاعة و الرجولية " راني غاية ماتتقلقوش عليا " كلام كثيرا ما علق عليه منصف ممازحا اياها " راني غاية " وكانت حريصة على أدواتها ودوائها و لم أرى إلا البسمة تحيي محياها ، يوم قبل خروجها رتبت لها حقيبتها وودعتني لأن الغد صباحا سيحضر والدها قبل حضوري و كانت فرحة جدا جدا بخروجها من المستشفى।" و ملاك اللتان كانتا تتقاسمان الغرفة مع منصف ، اضافة إلى أطفال آخرين بالجوار و الكل يتقاسم المعاناة و الألم، في المساء أخبرنا الأطباء أن منصف بحاجة إلى الدم و الذي هو زمرة نادرة نوعا ما " بي سالب " رحلة بحث اخرى في مدينتنا و لم يتوفر ذلك حتى صلاة المغرب و في بيت الله حيث منبع الخير خرج ثلاث رجال خير للتبرع بدمهم " عبد الغني، رابح، و الآخر لا أدري اسمه " شكرا لكم جميعا أخذهم زوج أختي إلى المستشفى حيث منصف لإنقاذهم حياة منصف।
الخميس: يوم صعيب بزاف في حياتنا
منصف يدخل غرفة العمليات الساعة منتصف النهار تنتهي العملية على الساعة السادسة مساء و نسمع بخبر استيقاظ منصف من التخدير على الساعة العاشرة ليلا و لكم أن تتصوروا حالة العائلة و قلب منصف متوقف عن النبض لمدة عشر ساعات كاملة لم ننم تلك الليلة " بدون تعليق ".
بعد يومين في الإنعاش تمكنا من رؤية منصف " الحمد لله أنه ما يزال على قيد الحياة " لأن العملية كانت صعبة جدا عليه و علينا حتى الاطباء لم يزرعوا فينا الأمل بل أن قلبه كان بالإمكان أن لا يعود للنبض مجددا ، زرته الأحد و كان قد طالب بدربوكة و هو في قاعة الإنعاش فكثيرا ما لعب مع أخته و فرحا معا و غنا معا وزغردا معا .
دخلت القاعة سكون رهيب يخيم المكان و منصف لم يعد يتكلم كما كان لكنه فرح كثيرا لرؤيتي و كان لزاما علي ان أنطقه مهما كان أخذت الدربوكة و أخذت أغني له و أزغرد فبدأ يتجاوب معي حين طلب مني الدربوكة و أخذ هو من يطبل و أنا أغني و اصفق و شاركنا الفرحة ملاك و ايناس بل قيل لنا أننا قد احيينا قلوبا ميتة لعب منصف يومها معي كثيرا حتى تعب لكن الحمد لله عاد منصف بحيويته و مشاغباته ، وغادر يوم الأربعاء المستشفى و هو الآن في المنزل يتعافى تدريجيا أتمنى دعواتكم ل بالشفاء العاجل.
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة كي يصغروها فقط ، المهم تمثل الفتاة دور الأم فيها مع اخوتها الصغار الذين تعتبرهم أبنائها مع دميتها و تتبادل البنات الزيارات فيما بينهن و يتحدثن حديث الكبار مقلدات في ذلك أمهاتهن كما يلبسن لباسا كبيرا عليهن و أحيانا أحذية خاصة التي بها كعب عالي " الطالون".
في احدى سهرت رمضان ذهبت عند أختي لكن وجدت البيت فارغا من الأطفال وهم الذين يملؤون دائما المكان بصرخاتهم و عراكهم مع بعض منصف و سلسبيل ، سلسيبيل و ايمن ، أيمن و منصف حتى الصعلوك الصغير محمد يدخل معهم بكلامه الذي لم نفهمه بعد.
سلمت على أختي و قلت لها " ياه الدار راها كالم وين راهم الدراري " قالت لي ادخلوا تهنيت منهم ، لعبت مع أصغرهم محمد لكن من حين لآخر كنت أطل عليهم من شرفة المنزل، منظر جميل بنات جميلات متأنقات كل واحدة عندها دارها بعدما خلاو أمهاتهم من الفراش و بعض الألبسة و الصباط طالون طبعا، حتى طلاء الأظافر " خير واختار " تذكرت أيام الصبا ومغامراتي ، أخذني الفضول إلى أسفل العمارة أين تجمعت الفتيات الصغيرا لممارسة لعبتهن المفضلة كي أقف على الفرق بين جيل الأمس و اليوم.وجدت أن الإختلاف بسيطا فعاداتنا و تقاليدنا لم نتخلى عنها فدعوني إلى حضور حفل زفاف و قد عدت بهذه التغطية من هناك:
جوزي جوزي خالتي الدار دارك قابلتني بها المشاكسة ابنة أختي سلسبيل التي لم تتعدى 7 سنوات بعد ، رافقها منصف : أمينة " أصلا واحد فيهم مايقولي خالتي " أرواحي عندنا و هو مبتسم ابتسامة عريضة و بدهشة فأنا كبيرة مادخلي بين الصغار.
قالت لي واش تشربي : قلت لها الشاربات ، جاءت بكأس فارغ و قالت لي تفضلي .نظرت إلى الكأس فوجدته فارغا " قاتلي زعما كأنك شربت " ضحكت قالت لي : تروحي معانا للعرس، قلت لها عند من؟ قالت اسم صديقتها فلم أعرفها شكون هادي سلسبيل ، فأشارت بأصبعها إلى صاحبة العرس.
توجهت عند أهل العروس ، اليوم عرس أحلام " كل يوم شكون تمثل العروسة " أمم نظرت إليها وجدتها متأنقة من كل شيء الملابس الحذاء طلاء الأظافر ، حتى الماكياج فالحلاقة قريبة منهم و هي إحدى صديقاتهم كما غطوا رأسها بوشاح أبيض و الزغاريد تتعالى و الفرحة عارمة و طبق الحنة حاضر بقوة جاؤوا بصغار الدربوكة التي أعتقد أنهم اشتروها من حمام ملوان ، يو يو يو يي التقدام " هو كلام جميل متأنق تقوله النسوة في الأعراس ملحون بالشجن تزغرد النسوة بعد كل تقديمة "أخلطو الحنة و تكفلت بالمهمة أكبرهن سنا وبدأت تضع الحناء بأيدي الاطفال مع الزغاريد و التقدام و أحيانا التطبال " خارجة من الحمام ولابسة الصابو شافها " محمد " لي هو العريس عيط لصحابو ...........الخ " وزيد تقريبا كل الاغاني التي يحفظها الكبار انتقلت إليهم طبعا و خلقوا جوا بهيجا جدا نسيت أني كبيرة بينهم حتى أني تمنيت أن أعود إلى مثل تلك الأيام ، ثم رايت جماعة أخرى قادمة من هناك ." تخباي جا العريس " فإذا به العريس قادم مع والدته و اخوانه وصل العريس بيت العروسة و نزع عنها غطاء رأسها و أخذها إلى بيته مع المأكولات و المشروبات التي طبعت السهرة .
كانت لحظات جميلة برفقة الأطفال و لم أفق إلا و صوت أختي من أعلى الشرفة " اطلعي يا طفلة وليتي دراري ".
الله يرحم أيامك
في البداية أردت أن أقول أني تعمدت عن قصد أن تكون كتابتي عن مغامرات رمضان بالعشرة أيام لقول الرسول صلى الله عليه و سلم " أوله رحمة،ووسطه مغفرة، و آخره عتق من النار ".
ها أنا أكتب بعدما أسدل اليوم العاشر عمره اليوم العاشر من أيام الرحمة " اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة قولوا آمين"
تخلطت شعبان في رمضان وجات ليلة الشك لي حسب رأي الكثيرين غلطونا فيها و مزية و مزية ربي الدول الإسلامية ماشافوش الهلال نهار السبت و إلا كانوا فطرونا نهار كيما يقولوا الكبار دياولنا، تزامنت ليلة الشك مع أحد جيراننا غلبوا رمضان عفوا شعبان لأنو كان مازال مابانش الهلال نسمعوا غير فالتكسار تناقش مع يماه و لا يكسر من الطرف وهو عريس جديد خسارة في خسارة ماخلا مابقا في هذيك الشومبرا، الله يهدي ماخلق رمضان تلفوهالوا قريب نسا روحو و مابانش مي خاوتنا في رصد الأهلة قالك شافوه هارب من الجزائر ايه غدوة رمضان "وجدي روحك يا لالا شجون راه بان الهلال غير الطابلية تاع الشغل لي لابستها لابستها ، و غير الكوزينة لي ماكاش الهربة منها " أنا بالعكس نموت على الكوزينة مانخاف ماوالو " قلتلكم شاطرة و كل صبع بصنعة ".
النهار الأول تاع رمضان نهضت باكرا عكس جميع الفنيانين كانت الساعة حوالي السادسة صباحا " السردوك تاعنا ينوض بكري " دخلت الكوزينة نحيت المواعن تاع دايما بدلت أواني المطبخ وحضرت كلش ، على فكرة قبل رمضان كنت بطالة طلب مني أحد الاصدقاء أني نساعدو فالمحل لأنو هو من مشجعي الرقاد في رمضان، وافقت و هكذا سأكون عاملة خلال شهر رمضان ، بعد مساعدة أمي في ترتيب البيت توجهت إلى العمل ورجعت فالمساء حوالي الرابعة ظهرا وفي الطريق جزت على السوق لشراء بعض الحاجيات " النار شاعلة " التي تنقص لأنو الوالد كان سباقا إلى شراء بعض اللوازم الخاصة الجمعة التي قبل رمضان ووالدي ليس من مشجعي الاسواق في رمضان " مايحبش الغاشي " المهم اليوم الأول لازم الطاولة تكون مليحة شوية " الضيف ضيف يا لوكان يقعد شتا و صيف " صحا خاوتي كانت بزاف حوايج تنتظر ، صليت العصر ودخلت إلى عالم اسمه "الطبخ و الطبيخ " كنت فرحانة بزاف و أنا نحضر فالشربة و طاجين الزيتون، هادا لحم الحلو، هدا بوراك ، هادي سلاطة و طبعا صديقتكم ماتقدرش تجوز رمضان بلا بوراكة " حصة تجوز في اذاعة البهجة من تقديم حميد عاشوري " تفننت في اعداد الأطباق لوحدي كما تفننت في تحضير الطاولة " بلا مانعاودو علابالكم بلي شاطرة " والدتي مصابة بالسكري لذلك أمنعها من دخول المطبخ في رمضان مع الصوم و الحرارة ، و أنا وحدي في البيت لذلك وجدت راحتي مع الطياب .
الله أكبر الله أكبر
الحمد لله الآذان يرفع شربت لتر شاربات و لا شيء بعدها " يغلبني رمضان نعطش بزاف " كنت تعبانة وفرحانة " للصائم فرحتان فرحة للفطر و فرحة للقاء ربه " اليوم الثاني و الثالث و الرابع مثل الأول تغيرت الأطباق فقط "نشهيكم و لا ماكالاه " لحق اليوم الخامس الجمعة عملت شغل البيت مع الوالدة ، و بعدما هي ذهبت للسوق لشراء بعض الأغراض جاء الوالد ومعه " شكارة " ماهذا يا أبي ؟؟؟؟ أف أف " الرائحة كريهة " فهمت انها الدوارة ، لم أذهب إلى المحل و بدأت بعملية تنظيف الدوارة " الذباب و القطط " دايرين بيا ، و أنا في تلك الخالوطة يدخل عليا أخي الصغير " شارف 17 سنة " و هو يمضغ أمم ماذا حدث فإذا بي أجده حضر طاولة متكاملة الشربة ، المثوم ، القازوز ما خلا والو كلا حتى شبع ، عمر كرشو تاع الصح و هو للتو مستيقظ مع صلاة الظهر " الله أطعمه و سقاه " وقفنا أنا و أمي بين الدهشة و الحيرة " نسى عفا الله عما سلف" حبط راسو و هرب.
مرت الأيام العشرة بسرعة روتين لم يتغير مع تواجد الضيوف عندنا طبعا ، آه السهرة ماحيتلكمش الوالدة و العمة بعد الفطور يرقدوا لا أسمع إلا شخيرهما والوالد يذهب إلى التراويح و الأخ إلى الشارع و أبقى وحيدة أمر بين القنوات التلفزيونية دون أن اشاهد شيئا خاصة مع برامج اليتيمة هذا العام التي لا تسر.
هنا أريد أن أتسائل عن رحمة هاته الأيام العشرة؟؟؟ اليوم الأخير طبعته برودة في الطقس الحمد لله ، اضافة إلى تكافل بعض الناس في بلدتي لم ألتقي كثيرا بمن هم غالبهم رمضان بالعكس وجدت مسنات و مسنين يصومون ينهضون باكرا ألتقيهم وهم صاعدون إلى الجبال لجلب التين " الكرموس بأنواعه " و التين الشوكي " كارموس النصارى" فالأولى يفطر بها الصائمون في بلدتي بعد الأسعار الخيالية التي عرفتها التمور ، يجلبون معهم كذلك التوت الأسود ، وجدت الرحمة في قلوب هؤلاء و هم يمرون بجنبات الطريق و يعطون هذا حبات كرموس و ذاك و التوت للأطفال و لما تسألهم عن صومهم يقولون " الحمد لله رحمة ربي ".
في بلدتي يستيقظ الناس باكرا فالساعة التاسعة صباحا تجد كل المحلات مفتوحة و الناس تعمل في نشاط و حيوية غير ان الملفت للإنتباه و الشيء الرائع حقا هو غلق المقاهي التي تطبع طابعا خاصا في بلدتي لكثرتها حتى انه عندنا مفترق طرق سميناه " سكانير " تتواجد به أربع مقاهي في كل اتجاه فلا مفر على الأقل رحمة ربي في رمضان .
تمتلئ المساجد عن آخرها حتى لي عمرو ما صلا فإنه يصلي في هذا الشهر " رحمة ربي " و الملاحظ في مساجدنا أنو للاطفال نصيب خاصة الفتيات و أنا أراهن يلبسن خمارا حتى أنهم مايعرفوش أصلا تعديله يأخذون معهم الماء لسقي النسوة خاصة الكبيرات في السن و يقفن على مساعدتهن عند الخروج بجلب الأحذية لهن " رحمة ربي " وعند الخروج تكون الطرقات عامرة جدا و الفرحة بادية على وجوه الجميع.
لما أكون عائدة من العمل مساء أقف على احدى الظواهر الساعة تكون حوالي الثالثة و النصف إلى الرابعة " يجي الماء " تجد الرجال يرشون في الطريق و ينظفون أمام منازلهم و هذه لم ألاحظها في الايام العادية في ذلك التوقيت " و الله رحمة ربي " و من يمر بجنب الماء ينعم بتدويشة دون مقابل.
الوقفة الآن عند بائع " شاربات بوفاريك " منذ الصباح وهو عندو الغاشي حتى أنهم اصبحوا يأتون من المناطق المجاورة لاقتنائها لجودتها عند هذا البائع رغم وجود بائعين آخرين حتى أنا من بين المهوسين بالشاربات لكن الملاحظ ورغم كثرة الغاشي إلا أنه عندما تقف امرأة يأتي البائع من الداخل و يقدمها لها دون الإنتظار " رحمة ربي مانديرش لاشان " .
المشروبات هذا العام دارت حالة في كامل الجزائريين لكن ماشي قدي " الشاربات و حمود بوعلام ، و الفلان قلاصي ، وسلاطة الفاكهة " فما ان يرفع الآذان حتى تجدني بين قارورة و أخرى تعبت كثيرا في هذه الأيام و لم أستطع مقاومة العطش، ومرضت كذلك فالعمل بالخارج و المطبخ يتعبان حقا .
انتهت العشر الأوائل من رمضان ، وبدأت عشر أيام المغفرة فهلا بادرنا إلى التوبة لعل الله يغفر لنا ذنوبنا " اكثروا من الدعاء و لا تنسوني من فضلكم أنا بحاجة إلى دعائكم.
يحل علينا اليوم الشهر الفضيل شهر رمضان المعظم و الملاحظ في هذا الشهر الفضيل امتلاءالمساجد بالمصلين و ظهور بوادر الحشمة و الحياء على ملابس الشباب و الشابات على حدسواء، حيث تجد جموع المصلين في المساجد يصلون و يقرؤون القرآن، و يذكرون الله، وأماكن الفسق واللهو مغلقة في النهار حتى أنه لا يكاد يكر صفو يومك إلا غلاءالأسعار في الأسواق و أنا لست بصدد الحديث عن هذا الموضوع.
الشائععند الكثيرين أن شهر رمضان هو شهر تجنب المحرمات فلا تكاد تقرب شيئا إلا و ينطقآخر ليقول لك اتق الله فأنت صائم، حيث تجد أن الذي لم يصلي طيلة احدى عشر شهرايصلي خلال هذا الشهر و كأن الصلاة فرضت في رمضان فقط دون الشهور الأخرى، و حتىالذي كان يصلي فإن صلاته التي كانت في بيته أصبحت في المسجد و كأن الصلاة جماعةفرضت فقط في رمضان، فتمتلأ المساجد عن آخرها في رقم قياسي مقارنة بالشهور الأخرى،ضف إلى هذا يكثر سماع القرآن دون غيره من الشهور و كأن القرآن لا يصح أن يقرأ إلافي رمضان، و حتى سامعي الغناء يبدلونه بالقرآن و كأن الغناء حرام فقط في رمضان.
الأمرالذي يثير الدهشة أيضا هو لباس شبابنا و شاباتنا حيث أنه يتغير في هذا الشهرالفضيل من لباس السفور و الفتنة إلى لباس الحشمة و السترة و كأن هذا لن يحاسبهمالله عليه إلا في رمضان، وحتى النمامين و الغيابين لا يشتغلون في هذا الشهر و يصبحكل كلام من المحرمات عكس بقية الشهور.
أنالا أنكر أن هذه أمور إيجابية تحدث في هذا الشهر المعظم و كما أني لست من أصحابالفتوى حتى أتكلم عن الحلال و الحرام لكن الحلال بين و الحرام بين، إلا أني أقولأنه يمكن لسامعي الغناء و الذين لا يصلون و النمامين و الغيابين افعلوا ما شئتملانه لا أحد يضمن صومه عند الله مادام أنه قال كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو ليأجازي به من أشاء لكن التساؤل الذي يمكن طرحة ماذا لو جعلنا كل أيامنا من أيامرمضان؟
المواضيع الأكثر قراءة
-
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا...
-
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة...
-
قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلو...