مدونات صديقة
ماذا لو يعيد شباب اليوم معارضة مثل معارضة 05 أكتوبر 1988 ؟
الثلاثاء, ديسمبر 21, 2010 // 3 التعليقات // شجون // القسم: على هامش المجتمع //
في ظل تأزم الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية في عهد الرئيس " الشاذلي بن جديد " خرج الآلاف من الشباب الجزائري بكل أطيافه واتجاهاته المختلفة في العاصمة قادمين من مختلف الأحياء الشعبية الجزائرية مرددين شعارات مختلفة تصب كلها في قالب واحد هو السخط و المعارضة للواقع الإجتماعي و السياسي المعاش، و جاءت هذه الأحداث عفوية دون تخطيط اذ قام الشباب بمسيرات مختلفة حاول الأمن ايقافها إلا أنها استمرت بأكثر عنفا و شمولا لأرجاء الوطن في اليوم الموالي – الخامس من أكتوبر – فقاموا بحرق المنشآت الحكومية و المؤسسات العمومية، و تحطيم المحلات التجارية التابعة للدولة مثل الأروقة الجزائرية، و أسواق الفلاح، و كل ما يرمز للدولة تعبيرا عن سخطهم ورفضهم للسياسة الداخلية للبلاد معتبرين أنها عاجزة و فاشلة و غير صالحة ما أدى بالأمن إلى فرض حضر التجوال، و كان من نتائجها هلاك العديد من الشباب في هذه المظاهرات مما زاد من تعقد الأزمة كما ظهرت على الساحة الجزائرية بعض التيارات تنادي بتغيير الأوضاع و سقوط النظام، و تعدد الأحزاب بدل من هيمنة الحزب الواحد .
و اليوم و مع كل التطورات التي يشهدها العالم على كل الأصعدة و الأحداث المتسارعة ، و بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة و تميز العصر بالسرعة في ظل التكنولوجيا الحديثة بات الشباب الجزائري أكثر معارضة من ذي قبل لواقعهم الاجتماعي و السياسي و الثقافي و الاقتصادي و حتى الديني، و ما مر على الجزائر من أحداث في العشرية السوداء جعلت منهم أكثر سخطا لواقع لم يريدوه أن يكون كذلك.
هذا ما دفعني للسؤال ماذا لو أتيحت الفرصة أما شباب اليوم لمعارضة مثل تلك التي وقعت في أكتوبر من سنة 1988 ؟ أدركت حينها أنها ستكون أكثر حدة و أشد عنفا.
إن الجزائر بلد النفط و الخيرات لكن المعاناة كبيرة و على كل الأصعدة رغم الديناميكية الإجتماعية التي تعرفها فأضحى الشباب أكثر معاناة بسبب عجزه على التعبير ، و حتى على اشباع حاجياته المادية و الاجتماعية و النفسية ما جعله يعاني أزمات عديدة و هو واقف مسلوب الإرادة لا يستطيع أن يغير شيئا من واقعه.
و ان كان مفهوم المعارضة لا يقتصر فقط على ثورة الشارع أو تنظيم مسيرات بل ان مفهومها اليوم أصبح ذو أشكال متعددة من هذه الأشكال:
Ø الهجرة غير الشرعية و التي أضحت تؤدي بهلاك الكثير من الشباب الجزائري شكل من أشكال المعارضة على الوضع المتعفن بالبلاد و الهروب من هذه الأوضاع لفقدانه الانسجام مع المجتمع و البحث عن نسق اجتماعي جديد بمعطيات جديدة.
Ø الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد من سوء التسيير و الاستغلال و ضعف الدخل الفردي أثرت سلبا على مظاهر الحياة الاجتماعية.
Ø عدم اشراك الشباب في حركة التغيير ما جعل الشباب يحسون بالإغتراب تجاه الوطن و الإحساس بعدم الإنتماء حتى ألى الأسرة التي يعيشون فيها لأنها تقف في كثير من الأحيان ضد حاجياتهم.
Ø البطالة و التي باتت الشبح الأسود الذي يتخبط فيه شباب اليوم حتى ذو الشهادات العليا بسبب السيدة البيروقراطية التي تفرض نفسها على الواقع الإجتماعي ما يجعل الشباب معارضا لسياسة الإدارة التي تتميز بالمحسوبية.
Ø عدم مشاركة الشباب في الحياة السياسية لأنها حسبهم لا تخرجهم من النفق المظلم الذي يتخبطون فيه ما يجعلهم معارضين لسياسة الدولة دون المشاركة فيها.
Ø العزوف عن الزواج و ارتفاع معدل سن الزواج بسبب المشاكل الاجتماعية كذلك شكل من اشكال المعارضة.
Ø جلوس الشباب لمدة طويلة في المقاهي و على الطرقات و عدم المشاركة في نشاطات شبانبة مشروعة شكل من اشكال المعارضة .
Ø اللجوء الى الانحراف بشتى انواعه : المخدرات السرقة العنف التحرش الجنسي المعاكسات ...الخ شكل من اشكال المعارضة و سخط على النظام الاجتماعي المتسبب في انحرافه.
Ø التدين في اوساط الشباب مظهريا فيه اشارة الى انتشار الفساد وزوال الأخلاق فيرون أن الدين هو الحل للرجوع الى الفضيلة و السير الى مجتمع تسوده الأخلاق الدينية .
Ø عدم الاعتراف بالأحزاب السياسية لهيمنة الحزب الواحد على السلطة مقتنعين أنه لا جديد يذكر على صعيد حزب المسؤول الأول و اعتبار الحزب الوحيد هو الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
Ø عدم ممارسة حق المواطنة بشكل طبيعي و فعّال و رسوخ عقلية "تخطي راسي" شكل من أشكال المعارضة.
انه مهما تعددت هذه الأشكال تبقى معارضة لواقع اجتماعي سيء يمر به الشباب الجزائري و لو خرجت هاته الأشكال إلى الشارع لأصبحت ثورة العصر في بلد مر و لازال يمر بأصعب المراحل.
هذه أنا : بطاقة حياة الإنسان في خمس كلمات : ولد الإنسان كافح ثم مات ولدت : في احدى أيام الخريف و بالضبط يوم الأربعاء منتصف شهر أكتوبر عندما كان النهار يودع محبيه في سنوات الثمانينات. الإنسان : شجون في كتاب لو تسألوني عنه أقل كان كتابا به عديد الصفحـــــات دونتها بحبر جاف للذكريــــــات عايشتها بصدق و جميل الأمنيـــات صفحات مليئة بالحب و الإبتسامــات رغم ذلك مزقت العديد من الصفحـات لأنها كانت أسوء ما في الحيــــاة
صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
3 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
المواضيع الأكثر قراءة
-
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا...
-
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة...
-
قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلو...
Anonymous
23 ديسمبر 2010 في 12:10 م
كأنه قدر على الشعب الجزائري أن يعيش كل جيل منه متعبة ما بدءا بجيل الثورة ، حرب الرمال مع الاشقاء ، احداث أكتوبر، العشرية الحمراء ،
لكن التاريخ لا يعيد نفسه في نفس المكان و نفس الاحداث و الكيفية ، لقد صدر الشباب الجزائري الرفض الى الشباب الصيني - احداث ربيع الصين- و غيرها من البلدان ، قد تكون أحداث سيدي بوزيد بتونس أخر تجلياتها،
لكن هذا الشعب الذي كثيرا ما زرع قليلا ما حصد ، ان لم نقل أنه لايحسن الحصاد أصلا ، إن جيلا قام بثورة نوفمبر لخليق به قيادة الامم حاليا ، لكن لم يتأت له،
و ان جيلا أحدث أكتوبر لهو أهل للعيش في كنف الطمأنينة و الرخاء و الديمقراطية ، لكن هل ترى ذلك حصل ، أم أنه لا يزال يركب الحرقة هروبا من الحقرة ؟
لقد أجاب مقالك على كثير من التساؤلات المطروحة لا سيما للجيل الذي أتى بعد اكتوبر ، أما الذين صنعوه فهم يتحسرون على ذلك كحدث وقع ذات أكتوبر من التاريخ فحسب.
عيسى بن محمود
Anonymous
27 ديسمبر 2010 في 11:23 ص
لو استطعت ان اهاجر بطريقة شرعية مع تقديم بعض الضمانات لقمت بذلك ولقمت بطلب اللجوء في تلك الدولة وربما تحصلت على حقوفي بدلا من التسكع في بلادي الغاليةمع تحيات رفيق العمر
seifo
27 ديسمبر 2010 في 9:14 م
الوضعية الحالية خلقت أحداث يومية تشبه تلك الأحداث فالعنف أصبح في كل مكان ويطغى على كل تعاملاتنا، الفرق الوحيد أن عنفنا اليوم بدون عنوان وبلا هدف أو غاية.. فقط هو وليد تلك المكبوتات والفساد السياسي الذي أنتن حياتنا