مدونات صديقة
همسات طفولية:
الاثنين, نوفمبر 22, 2010 // 2 التعليقات // شجون // القسم: على هامش الإبداع //مررت على باب طفولتي ... أستأذنها قبل الدخول، أسأل جدرانها و أثاثها ... عن سر هذا الخذول، مررت عل باب طفولتي ... و لم أستطع الدخول... فهي لم تعد لي و ساكنها أضحى مجهول ... يدفعني ... يطردني لا يريدني أن أتقرب حتى إلى بابها.
مررت بجنبها ...تأملت حيّها، و أمعنت النظر في هندستها، حيّيت جيرانها...لكن إليها لم أستطع الدخول.
لماذا ؟ ألم يكن ذاك البيت بالأمس ملك لعائلتي ... كيف لم يعد كذلك اليوم؟ أدخل في حارتها أشم رائحة الخبز الذي كانت تعده أمي و من قبلها جدتي، نظرت إلى أعمدة البنايات التي كانت بالأمس في الأرض و اليوم أضحت شاهقة في السماء ، ما ان وضعت قدمايا على أرضها أحسست برجفة في جسدي تذكرني أيام كنت أصول و أجول في ذاك الحي و بالأخص في ذاك البيت البيت الذي خرجت منه لأول مرة إلى المدرسة و الثانوية، و الجامعة، البيت الذي كنت أعود إليه كل مساء باشتياق، و اليوم لم يبقى منه إلا ذكرى من ذكرياتي بل هي كل ذكرياتي فأنا مذ غادرته لم تعد لي ذكريات.
دخلت حارتي جاءني صوت جدتي و هي تناديني يا بنية تعالي حان وقت الدخول إلى المنزل و أنا منهمكة في اللعب مع الأطفال لعبة الغميضة أو لامارين.
سمعت صوت خالتي فاطمة، و فطومة، عائشة و كريمة الكل لم يعد موجودا كما عدت أنا لا أسكن ذاك الحي، ذاك الحي الذي تربيت و ترعرعت و كبرت بين بيوته فكل البيوت بيت واحد، الفرح واحد، و الحزن واحد.
وصلت إلى ذلك الباب وقفت أتأمل، أحاول أن أدق بابه أتراجع إلى الوراء لحظة ثم أعود لأحاول مرة أخرى، تشجعت و طرقت ذاك الباب مرة و مرتين لكن لا من مجيب، ذرفت دموع اليأس و الخيبة فباب بيتنا لم أستطع إليه الدخول.
و فجأة فتح ذاك الباب ... غمرتني السعادة ... عندها وقفت منتصبة عند الباب أنتظر الإذن للدخول.
فتح باب طفولتي بعدما استأذنته للدخول ... لم أجد منه سوى بقابا ذكريات، فالشجرة العتيقة التي كانت تتوسط المنزل لم تعد كذلك و كأنه بها أصبح مجهول، بحثت فيه عن لعبتي و أغراضي فلم أجد سوى بقايا ذكريات، بحثت عن ذاك الصندوق الذي كان هدية جدي لجدتي يوم زفافهما لم أعد أراه و لم أجد منه إلا بقايا ألواح.
بحثت عن غرفتي مع أخواتي حزنت عليها لأنها لم تعد سوى مطبخا به موقدا و ثلاجة و أواني بعدما كانت غرفة لأفرشتنا و أغراضنا و نومنا.
بحثت عن تلك الساحة التي كانت بها اجتماعاتنا و حتى غذائنا و عشائنا و اليوم لم تعد سوى ذكرى من ذكرياتي.
بحثت عن المطبخ الذي كانت منه تحضر موائدنا و اليوم لم يعد كذلك.
دخلت باب طفولي ... و لم أجد إلا ذرات من بقايا طفولة. دخلت باب طفولتي و لم أجد إلا ذكرياتي، تمنيت للحظة أن يعود الزمن إلى الوراء فتجتمع كل العائلة كما كنا من قبل نضحك و نمرح، نلعب و نلهو، نبكي و نحزن لكن هي الحياة و ظروفها أجبرتني أن لا أعود ساكنة بذلك البيت.
قفلت باب طفولتي و غادرت حاملة معي فقط ذكرياني فهي الوحيدة مؤنستني بعدما لم يعد البيت بيتنا.
الأربعاء في 2010.11.21

هذه أنا : بطاقة حياة الإنسان في خمس كلمات : ولد الإنسان كافح ثم مات ولدت : في احدى أيام الخريف و بالضبط يوم الأربعاء منتصف شهر أكتوبر عندما كان النهار يودع محبيه في سنوات الثمانينات. الإنسان : شجون في كتاب لو تسألوني عنه أقل كان كتابا به عديد الصفحـــــات دونتها بحبر جاف للذكريــــــات عايشتها بصدق و جميل الأمنيـــات صفحات مليئة بالحب و الإبتسامــات رغم ذلك مزقت العديد من الصفحـات لأنها كانت أسوء ما في الحيــــاة
صفحة توتير قيد الاعداد تابع جديد المدونة صفحة الفيس بوك قيد الاعداد نسعد بتلقي مراسلاتكم لا تترددوا بمراسلتنااقرأ المزيد من المواضيع في هذا القسم
2 التعليقات على هذا الموضوع
علق على الموضوع
المواضيع الأكثر قراءة
-
بلغت العديد من الدول في العالم درجة معينة من حرية التعبير خاصة المتقدمة منها في حين بلغت الأخرى درجة من التعفن في صحافتها بحيث لا تجد مجالا...
-
في البداية أريد أن أقدم لكم شرحا عن البويتة و هي عبارة عن لعبة أطفال خاصة بالبنات ، هي أن تكون الفتاة ربة بيت كي لانكبر البيت سميت بويتة...
-
قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلو...
Anonymous
22 نوفمبر 2010 في 1:11 م
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
لكن من ذا الذي يستطيع تصفح طفولته بأفراحها و اتعابها و جدها و ألعابها ، أكيد ان الواحد منا يرجع احيانا لكن لن يوغل الا في القليل،
فكرة جيدة هاته العودة الى الصغر ، الى الحي، الى المنزل مسقط الرأس.
مررت على بقايا المدرسة التي درست فيها المرحلة الابتدائية و وجدتها أطلالا ، بكيت.
عيسى بن محمود
شجون
22 نوفمبر 2010 في 1:20 م
نعم كم من واحد مثلي غادر البيت الذي تربى فيه و نشأ بين أحضانه .احساس صعب أن تمر بجواره و لا تستطيع الدخول إليه و انا للأسف أضطر في كثير من الأحيان للمرور بجواره و أمس حدث معي هذا لذلك وجدتني اتحسر و تأثرت كثيرا فدونته.